أسباب تخريب الأزواج لبيوتهم . الشك

أسباب تخريب الأزواج لبيوتهم . الشك .


أسباب تخريب الأزواج لبيوتهم                      
 وتختلف الأساليبُ والأسباب والطُّرق التي يَسلُكها الأزواج المخربون في تَخريب بيوتِهم - قصدوا أم لَم يقصدوا ، بل شعروا أم لم يشعروا - فالحقيقة أنَّهم يهدمون بيوتَهم بأيديهم ، ومن أبرزِ تلك الأساليب .

 ’’ الشك .

إذا دخل الشَّكُّ بيتًا من الباب ، فرَّ الاستقرار الأسري من النوافذ والشقوق ، ولا يعرف بعد ذلك معنى للراحة والطمأنينة والجو العائلي ، فالزوجُ إذا بدأ يُساوِرُه الشك في زوجته ، وأنَّها تخونه أو أن تصرفاتِها مريبة .

 فهنالك أَلْقِ على السَّعادة السلام ، وكَبِّر عليها أربعًا ، وكم يعيش الزوج المتعوس الذي ابتُلي بالشك في عناء ومُكابدة وهُموم ووساوس ! فهو في حياة صعبة وقاسية


ويَمر بساعات يتمَنَّى فيها الموت ، ويتخذه الشيطانُ كُرَةً يتسلى بها ، وينزل بها من الهموم ما الله به عليم، ففي كُلِّ لحظة يخرج فيها من بيته يتخيَّل آلافَ التخيُّلات الشيطانية عن حالِ بيته وأهله ، وكم من موقف بريء أو كلمة عابرة من زوجته يَجعل منه أصلَ انحراف ومنهج فساد!

ويَزدادُ الأمر سوءًا إذا صادف زوجةً غَيْرَ مُبالية بتصرفاتِها، وغيرَ مراعية لحدودِ زوجها ، ولا لحالته ونفسيته ، وإن كانت بريئة عفيفة إلاَّ أنَّها تُقوِّي شكوكَ زوجها بتصرفاتها.

الزوج الشكاك يَهْدِم بيتَه بيده ، ويَسعى لدمارِ أسرته بقَدُومِه ، وغالبًا ما ينتهي الأمرُ بعد أن تتحوَّلَ الحياةُ إلى جحيم لا يُطاق ، ينتهي بتدمير نفسِيَّة الأولاد ، وتشويه سُمعة الأُسْرة ، وأمَّا الضحية الكبرى وهي الزَّوجة البريئة ، فقد حكم عليها بالإعدام العُرفي والمؤبد الاجتماعي ،

ويتحمل كلَّ هذه الظلمات الزوجُ الذي يستسلم للشك، دون أن يبحثَ لنفسه عن علاجٍ من البداية ، ولا يستنصح الصادقين الثِّقَات ، أو يَصبر حتى يتيَقَّنَ إن كان - ولا بُدَّ - مُصِرًّا على شكه ، نسأل الله العافية.


سبب غريب من أسبابِ خراب البيوت ، يستخدمه بعضُ الأزواج ، فذاك يُهدِّد بزوجة ثانية ، في كلِّ مُناسبة ، وفي كل مَوقف ، وعند كل خطأ ، وفي كُلِّ زيارة للأقارب أو الأباعد ، وأمَّا عند حدوث خلاف .

فهي فرصته لرفعِ عقيرته وسَلِّ سيفه ، بل رُبَّما بدون أيِّ مناسبة أو حدث ؛ ليُهدِّد ويفرض الرعب فقط ، وآخر يرفع سيفَ الطلاق باستمرار ، ويلوح به عند كل خلاف


بل رُبَّما بلا خلاف ، وثالث يُهدِّد بالهجر ، ورابع بأن يتركها في بيت أبيها معلقة ولا يُطلِّقها، وذاك يهددُها بزَلَّة حصلت منها في حالة ضعف ، وإذا به جعلها سوطًا في يده ، قَلَّمَا يتركه ، وهذا بالذات من أخلاق اللِّئام .


 إنَّ زوجةً تعيش مُهددة طولَ حياتِها، أو غالب مسيرتِها الزوجيَّة - لن تشعرَ بالأمان ، وتبقى تنتظرُ متى يفْجَعها زوجُها في أيِّ لَحظة بما يهدد ، حتى إنَّه في أيِّ غياب يغيبه الزوج لأيِّ عُذر تنتظر فاجعته أكثرَ من انتظارها لعَودته .


 وإذا عاشت الزوجةُ خائفةً مُهددة ، فلك أن تتخيلَ نفسيتَها ، وأَثَرَ ذلك على استقرارِ الأُسْرة وتربية الأبناء ، فهي وإن استمرَّت في عَلاقتها الزوجيَّة .


 إلا أنَّها في أقلِّ الأحوال لن تُعطي الأسرةَ - سواء الزوج والأولاد - الحنانَ والدِّفْء الأسري ، ولن تحرصَ على أن تقومَ بدَوْرِها الكامل في بيتٍ تعيشُ فيه مُهددة .


 فهي جسد بلا رُوح كمَكينة تقوم بمهامِّها وعملها ؛ لتستمرَّ الحياة ، والسبب حقيقةً يرجع إلى ذلك الزَّوج الجبان الذي يُزعِجُها صباحًا ومساءً بتهديده ؛ ليُفقدها حيويتها ، وينزع منها زرَّ الأمان ، فتعيش خائفةً من أيِّ تصرف، أو موقف ، أو حتى من كلمة ، تخاف أن تكون سببًا لتنفيذ التهديد المهول .


 ولا يعني أنْ نُطالِبَه بتنفيذ تَهديده ، لكنَّ التنفيذَ - على الأقل - يفصل الخطاب ، ويوقف المسألةَ عند حَدِّها ، وسيكون وَقْعُه أخفَّ من تَهديدٍ يستمر العمر بدون تنفيذ ، والله أعلم .


إرسال تعليق

0 تعليقات