الفقد صدمة تتوقف عندها عقارب الساعة وعجلة الحياة

الفقد صدمة تتوقف عندها عقارب الساعة وعجلة الحياة  

عن الفقد من فقد شخص عزيز حالياً أو من فترة ليست بالبعيدة؛ يمر بوضع استثنائي ودعوني  أقول هو الأحق ربما في الكلام حاليا"...... وغداً عن الخوف والقلق وإذا سمح الوقت سنكمل قصتي
الفقد وما أصعبه من شعور.....من ألم.....لكن سأخص هذا المقال  لفقدان الأم لأحد أولادها أو فقدان الأولاد لأمهم ما يرد هنا ينطبق على كل حالات الفقد، لكنني سأخذ  مثال الأم والأولاد استشهد به......

الفقد صدمة تتوقف عندها عقارب الساعة وعجلة الحياة ......هو شعور بين الحلم والواقع.....هو شئ  واقعي ويصعب تصديقه بنفس الوقت......الفقد حالة وداع و انفصال وفصل صعب من فصول الحياة ، جميعنا  معرضون  للمرور  به....
دعوني بداية استطرق إلى  بعض عاداتنا  العربية والتي أعتز  بها كعربية وشرقية بأن الأهل والأصدقاء، وبعكس كثير من المجتمعات يهرعون، عند سماع خبر فقدنا  لأحد،بالمساعدة وهذا شئ  جميل واعتز  ونعتز  جميعنا  به لأن الدعم في مثل هكذا حالة مطلوب ولكن.......
تأتي للمصاب بالفقد عبارات تقال بنية جيدة  وبقصد طيب كالآتي : 

انتي صابرة وقوية ولا يجب أن تحزني  .
انظري  إلى فلانة  أو أم فلانة لقد فقدت  ٤ من أولادها وهي صابرة  محتسبة 
أحمدي ربك بأن لم يحصل هذا الشئ  أو ذاك الشئ 
اذا بكيتي  على الميت فدموعك  تحرقه
ابنك امانة اعدتيها إلى الله توقفي  عن البكاء 
ابنك/بنتك/أمك ارتاحت  من المرض والعذاب 

انا اعلم النية الطيبة وراء هذا الموضوع ولكن هذه العبارات مدمرة حتى لو صدرت بهدف الدعم.....نحن احياناً نعيد كلمات هذه العبارات بدون وعي بمعناها.....وهذه العبارات تدفع بالحالة  إلى السوء  الشديد........أنتم هنا تطلبون  ممن فقد شخص عزيز  أن يحترق بالنيران  بداخله......أنتم تسلبون حقه في الحزن......حقه في الحزن  نعم!......هو بشر تعرض لصدمة لا بل كارثة......شخص عزيز عليه لن يراه مجدداً.... هذا الفقد هو حادثة  تهز  كيان عائلة بأكملها......وداع أبدي.....
هذه الصدمة ستستمر  لأشهر  وكل ما زرتم  الشخص وترونه  يبكي تقومون  مجدداً بالطلب منه بالكف عن الحزن والبكاء  

معتقدين أنكم بذلك تساهموا  في دعمه.....ولكن العكس تماماً ما يحصل!!والنتائج كارثية!!
لإلقاء الضوء على الفقد ومراحله  من ناحية  نفسية يرجى قراءة منشوري  المتعلق  بمراحل  الصدمة الخمس !
دعوا  من فقد يبكي ويحزن.......ذكرّوه  بالأكل والسوائل.....من فقد عزيز  عليه.... ينسى  أن يأكل! نعم يفقد الشهية  التامة...... ومهم أن يأكل ويأخذ  بعض السوائل  لأن قلة  الأكل والسوائل  تضعف  الجسم  وتزيد التوتر والقلق !

الدعم هنا يكمن بالتفهم....أتعلمون  إن أكثر ما يحتاجه  المصاب بالفقد  هنا...... هو  حضن يبكي  به حتى تنشف  دموعه وهذا برغم قسوته  لكن  ضروري......الإكتئاب هو حزن لم يعاش  بالشكل الكافي!حزن متراكم!
تفهموا......اسمعوا........ساعدوه  بترتيب  اشياءه  اليومية  ومهامه.....الطبخ....الغسيل....الأولاد.....هذا هو الدعم!
مجرد أن تجد أحد يفهمك  ويسمعك.....  راحة!صدقوني راحة! لكن أن تجد أحد يسمع ما بداخلك  ويقول لك  أشعر  وأتفهم ولن أتخلى  عنك وسنعبر  ونجتاز  هذه المرحلة  سوياً....الإحساس  بأننا  لسنا لوحدنا هذا شئ  رائع صدقوني....الشعور  بالوحدة  هو القاتل.....دعوا  الأم تعبّر.....ولا تتهموها  بقلة الإيمان.....من حقها أن تحزن  وتغضب  على هذه الواقعة....لماذا ابنها؟لماذا بنتها؟لماذا زوجها أو أمها؟ هذه كارثة تتغير بعدها الحياة......نعم الحياة ستستمر  وستشرق  الشمس  من جديد  لكن اعطوا  كل شئ  حقه......اذا شعرتم  بأن الشخص  تتدهور  حالته بلا نوم...بلا اكل....خوف.....رعب......فدوركم  هنا بالاقتراح  بالذهاب  لمختص  

فلا أنا ولا أنتم اصحاب  اختصاص  وهناك دائما  حلول.....هناك أدوية....هناك أعشاب......هناك جلسات علاج......الامل طرقه  متعددة لكن لا توجد  حبة سحرية ستذهب هذا الشعور الذي يشلع  الروح  من القلب.....الحزن  ضروري  ومهم فإذا لم نعطي  الحزن  حقه سيبقى  هو التراكم المكبوت  الذي سيخرج في كل حزن صغير ويجعلنا نشعر بأنه نهاية الكون......  يذكرنا  بأن الحزن الكبير هنا وانه  لم يخرج على هيئة  دموع ومشاعر وكلام.... ولم نشعر به كما يجب......لم نعطيه مساحته وحقه ووقته!
حتى  لهذه الحالات  كما قلت هناك حل وعلاج ربما مؤقت  وربما  اطول لتجاوزها  لكن لا تدعوا  الأمور  تتدهور  بكم  ولا تكبتوا  مشاعركم.....لكن اختاروا  صديق أو قريب واعي  ويمكنه  أن يفهم ويسمع  بدون عبارات تسلب منكم حق الحزن!

الشمس  ستشرق  من جديد حتى لو أحسستم بأن الشمس  غادرت  المجموعة  الشمسية  وكفت الأرض  عن الدوران.....ستطلع الشمس  ولا تخجلوا  أن تطلبوا  المساعدة هذا ليس ضعف  هذا حق أنفسكم عليكم  .......والحقوق  تأخذ  ولا تعطى ....... لا تجعلوا أحد  يملي  عليكم  كيف ومتى تحزنون!
الخوف من الفقد احياناً يكون  احدى  تبيعات الفقد..... سأتطرق  له قريبا  ان شاء الله !


إرسال تعليق

0 تعليقات