سلسلــة مفهــوم التوحيــد ونواقضــه . قسم العقيــدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الدرس الثاني .
( قسم العقيــدة .

: سلسلــة مفهــوم التوحيــد ونواقضــه .
. ويشمل :
1⃣ أهمية وفضل دراسة علم التوحيد .
2⃣ أقسام التوحيد .
أولاً : أهمية وفضل دراسة علم التوحيد :
1⃣ - علم التوحيد هو أشرف العلوم على الإطلاق ، وأعظمها قدراً، وأوجبها تطلباً ، لانها تخص الله عز وجل لأن لابد للعبد من معرفة معبوده الحق الذي لا إله ولا معبود إلا هو، ولابد له من معرفة ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله والتي من خلالها يتعرف العبد على ربه وإله وخالقه، ومنها: يعبد العبد ربه على الوجه الأكمل.

2⃣ - دراسة علم التوحيد لمعرفة حقوق الله عز وجل على عباده والتي أولها أن يعبدوه ولا يشركون به شيئاً، ثم طاعته فيما أمر به واجتناب ما نهى عنه.

3⃣ - جعل الله التوحيد شرط لقبول العمل الصالح، وانتفاع العبد بهذا العمل في الدنيا والآخرة، فبدون توحيد الله عز وجل يحبط العمل، لذلك الكفار والمشركين عملهم غير مقبول، فقال الله عز وجل " لئن أشركت ليحبطن عملك "

4⃣ - التوحيد: يمنع صاحبه حتى ولو كان من أصحاب الذنوب والمعاصي من الخلود في النار، لأن الله يوم القيامة يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقوله صل الله عليه وسلم : "من لقى الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة "
ولما كان هذا شأن التوحيد كان لزاماً على كل مسلم أن يعتني بعلم التوحيد تعلماً وتعليما، وتدبراً واعتقاداً ليبني دينه على أساس سليم واطمئنانا، وتسليم لله عز وجل وليسعد بثمراته في الدنيا والآخرة.

5⃣ - تخص الله عز وجل .
6⃣ - من أجل التوحيد خلقت السماوات والأرض وخلق الجن والإنس وأرسلت جميع الرسل التي دعت جميعها إلى توحيد الله عز وجل.لوقول الله تعالى :وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي ليوحدوا الله في العبادة

7⃣ - حاجة العباد لدراسة هذا العلم فوق كل حاجة وضرورة لأن العبد لابد أن يعرف ربه الذي (خلقه وأوجده ورزقه .

ثانياً: أقسام التوحيد ثلاثة :
توحيد الإلوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات .
فالقسم _ الأول : توحيد الربوبية :
💎 الإيمان بربوبية الله عز وجل :
🌿 وهو أن تؤمن أن الله هو وحده الرب لا شريك له ولا معين .
والرب هو من له .
الخلق، والملك، والأمر، والتدبير، والرزق، والإحياء، والإماته، والمرض، والشفاء، وسائر الأمور التي تتعلق بشئون خلقه .

🔴 بمعنى أن نؤمن أن الله وحده لا أحد سواه #هو_الخالــــق الذي خلقنا،
👈 كما في قوله سبحانه " قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ "
🔴 والإيمان بأنه وحده #المـــالك لا أحد سواه له الملك فهو مالك كل شئ:
👈 كما في قوله سبحانه "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،"
🔴 والايمان بأنه وحده #الآمــــر الذي يأمر ولا أمر إلا له، وأنه وحده المدبر الذي       يدبر شئون خلقه .
👈 كما في قوله سبحانه وتعالى . بسم الله الرحمن الرحيم .
" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَأَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" صدق الله العظيم .

🔴 والإيمان بأنه وحده هوالرازق الذي يرزق ، المحيى الذي يحيي، المميت الذي يميت، و #الشافي الذي يشفي، يمرض،#الغني يغني و يفقر، #المعز الذي يعز ويذل... الخ . 
👈 كما في قوله سبحانه وتعالى . بسم الله الرحمن الرحيم 
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَصدق الله العظيم

🔮 وهذا كله هو توحيد ربوبية الله عز وجل، وهي تشمل أفعال الله مع العباد، فالإيمان بكل افعال الله مع العباد يحقق توحيد الربوبية .
👈 وقد اقر المشركون بتوحيد الربوبية .
يعني : يعترفون بأن ربهم الله هو الخلاق الرزاق المحيي المميت الذي يرزقهم وهو اللي يدبر الأمور، هذا أقروا به فإذا سألت مشرك مثل كفار قريش الذين يعبدون الأصنام أو نصراني الذين يعبدون المسيح إذ سألتهم من الذي خلقكم سيقولون الله ومن الذي رزقكم سيقولون الله، إلا أنهم يعبدون غير الله عز وجل، فقد قال الله عز وجل: "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ

ولكن مع ذلك لم يدخلوه في الإسلام؛ لأنهم لم يأتوا بالتوحيد الثاني وهو توحيد العبادة وهو توحيد الألوهية
فتوحيد الربوبية لا يكفي العبد في حصول الإسلام ، بل لابد أن يأتي مع ذلك يلازمه من توحيد الألوهية ؛ لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مُقِرُّون بهذا التوحيد لله وحده ، قال تعالى " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .

 القسم الثاني : توحيد الألوهية
ذ أن توحيد الألوهية أفترق فيه أهل الحق عن أهل الباطل وأفترق أهل التوحيد عن أهل الشرك وأهل الإسلام عن أهل الكفر و أفترق أهل السنة عن أهل البدع والايمان بالأوهية هو الذي يفرق بين عبادة الله الخالصة من عبادة ما دونه وسواه
هذا هو الذي جحده المشركون وأنكروه، وجادلوا دونه، وصارت بينهم وبين الرسل العداوة والشحناء، وهدى الله من هدى له ممن سبقت له السعادة.
🔮 فالإيمان بألوهية الله :
هي أن نؤمن بأن الله هو وحده الإله الحق لا شريك له، والإله بمعنى "المألوه"، أي "المعبود" حباً وتعظيماً وحده لا شريك له.
👈 والمعبود: أي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له فيها،
وهذه العبادة تشمل .
👈 كل قول وفعل ظاهر وباطن سواء كان بالجوارح أو باللسان أو بالقلب سواء كان واجب وفرض أو مستحب يقوم به العبد ويرضي المعبود وهو الله عز وجل.
🔴 تعريف_العبادة مما سبق :
👈 هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة سواء كان فرض أو مستحب .
فمجمل توحيد الألوهية هو تخصيص الله بالعبادة وحدة لا شريك له الذي هو معنى: لا إله إلا الله، وهو الإيمان بأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا هو معنى: لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الل ه.

وللاسف نجد أن البعض من المسلمين قد وقعوا في الشرك في ألوهية الله عز وجل وانتشرت البدع والمنكرات التي تخالف توحيد الألوهية لله عز وجل وقد وقعوا فيما ينقض توحيدهم وسوف نبينها لاحقا في سلسلة نواقض التوحيد حتى نحذر ونحذر من الوقوع فيها وسوف نتحدث عنها في الابواب التالية بمشيئة الله تعالى

 القسم الثالث : توحيد الأسماء والصفات،
أي اثبات ما أثبت الله لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

فيشمل الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عن أسمائه وصفاته و لا بد من الإيمان بذلك، وأنه سبحانه له الأسماء الحسنى، وله الصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له، ولا ند له كما قال : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
وسوف نفرد للإسماء والصفات باب كامل شامل بمشيئة الله تعالى .
وبهذا نكون قد انتهينا من الدرسل الثامــن والعشرون في العقيدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

باب الاستقامة :
قال الله تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112].
أي: استقم على دين ربك ، والعمل به ، والدعاء إليه .
والاستقامة : هي لزوم المنهج المستقيم .
قال عمر رضي الله عنه: الاستقامة : أن تقوم على الأمر والنهي، ولا تروغ عنه روغان الثعلب .
وقال تعالى :  بسم الله الرحمن الرحيم .
{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم} [فصلت: 30- 32] . صدق الله العظيم .
يخبرنا الله تعالى أن من وحده واستقام على طاعته أنه آمن عند الموت ويوم القيامة، وأن جزاءه الجنة. وقوله: { نزل ا} أي: رزقا مهيأ .
وقال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم .
{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}
 [الأحقاف: 13، 14] . صدق الله العظيم .
أي: استقاموا على التوحيد، واتباع الكتاب والسنة. «85» وعن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: (( قل: آمنت بالله، ثم استقم )). رواه مسلم .
هذا الحديث جمع معاني الإسلام والإيمان كلها، وهو على وفاق قوله تعالى: { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}.
قال بعض العارفين: مرجع الاستقامة إلى أمرين:
- صحة الإيمان بالله .
- واتباع ما جاء به رسول الله ظاهرا وباطنا .
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم: (( استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)). «86» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (( قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)). رواه مسلم.
و (( المقاربة )): القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، و(( السداد )) : الاستقامة والإصابة . و(( يتغمدني )) : يلبسني ويسترني .
قال العلماء : معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى، قالوا : وهي من جوامع الكلم، وهي نظام الأمور؛ وبالله التوفيق .
في هذا الحديث: دلالة على أنه ليس أحد من الخلق يقدر على توفية حق الربوبية. لقوله صل الله عليه وسلم: (( ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)).
ولكن الأعمال سبب لدخول الجنة. كما قال تعالى: { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [النحل: 32]،
 والتوفيق للأعمال الصالحة من فضل الله ورحمته .

إرسال تعليق

0 تعليقات