قصة الإسلام وأسباب إسلامي هناك أربع أسباب رئيسية دفعتني للتفكير في الإسلام حتى اعتنقت الإسلام ونطقت الشهادتين

اسمي رُبى قعوار، وُلدتُ في الدنمارك عام 1981م، وبعدها انتقلت مع عائلتي إلى الأردن عام 1985م، أصبح والدي قسيساً بعد جدي القسيس. وعمي قسيس وابنة عمتي متزوجة من قسيس أيضاً.
ونحن من عائلة تدين بالديانة النصرانية

قضيت طفولتي ومعظم مراهقتي في الأردن ومن ثم انتقلنا في عام 2002م إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم تُوفّي والدي عام 2003م، وفي ذلك الوقت ابتدأت الإبتعاد عن الديانة المسيحية ، بعدما كنت خادمة في الكنيسة، وحصل معي صدمة حضارية.

 قصة الإسلام وأسباب إسلامي هناك أربع أسباب رئيسية دفعتني للتفكير في الإسلام حتى اعتنقت الإسلام ونطقت الشهادتين

أولاً: أسلوب دراستي للإنجيل: تعرفت على مجموعة من المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.

سألني أحدهم : "أين قال المسيح عن نفسه أنه الله في الإنجيل؟

" أجبته أن هناك الكثير من النصوص تثبت أن المسيح هو الله !

قال المسيح: "أنا والآب واحد !

من رآني فقد رأى الآب!

"" قال: "هذا لا يثبت أن المسيح هو الله !
فإن الله عز وجل تكلم في القديم مع موسى عليه السلام وقد أعلن أنه الله الواحد الأحد بكل صراحة ، أما المسيح فلم يقل يوماً أنه الله !

أربكني هذا التعليق واثرعلي كثيراً وودتُ أن أثبت لهم بكل ما أتاني من علم وقوة أن المسيح هو الله الذي أعبده .

 فذهبتُ إلى البيت وبدأت أقرأ الكتاب المقدس وأركّز على تعاليم المسيح كي أثبت أن المسيح هو الله فعلا ً!

 ولقد كانت صدمتي كبيرة جداً عندما لم أجد من خلال قرائتي أي نص مباشر في تعاليم المسيح يعرّف بها ويقول أنه الله أو (الله الإبن) حسب التحدي الذي وضعه أمامي اصدقائي بضرورة وجود نص واضح ومباش يقول فيه المسيح أنه هو الله الإبن !

وقرأت الأناجيل الأربعة ؛ متى ومرقس ولوقا ويوحنا !

 وبدأت أشعر بالقلق عندما وصلت في قراءتي نهاية إنجيل يوحنا لأنني لم أجد أي نص يعرف المسيح عن نفسه أنه الله!

أقفلتُ الكتاب المقدس ونظرت إليه بتعجب وقلت: "لماذا أعبد المسيح إن لم يؤله المسيح نفسه؟ من أين جئت بهذه المعلومات عن عقيدتي المسيحية؟" طرأت في مخيلتي ذاكرة – عندما كنت أدرس تاريخ الكتاب المقدس – قال البروفيسور البريطاني "ذهبتُ إلى معرض بريطانيا الذي فيه تُعرض مخطوطات الإنجيل الأصلية المكتشفة – باللغة اليونانية ، ووجدتُ أن معظم هذه المخطوطات ممزقة ومرممة"

 فسألتُ نفسي: "إذا كانو علي حق  كاملاً فكيف لم يحافظ على تلك المخطوطات سليمة ، وفي حيرتي وارتباكي لم يكن ليخطر ببالي أن تلك المخطوطات التي تجاوزت الألفي عام لا بد أن تتلف لطبيعة المواد التي كتبت عليها.

كذلك قرأت في إنجيل يوحنا ولمع أمامي نصاً كان زملائي المسلمون يكرروه أمامي جعلني أفكر في قول السيد المسيح وهو يصلي لوحده: "وهذه هي الحياة الأبدية ، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" يوحنا 17 : 3 وكأنما يقول المسيح أن هناك إله واحد حقيقي يعبد وأن المسيح هو مُرسل من عند الله .

ثانياً: قراءتي للقرآن الكريم: بدأتُ أقرأ القرآن لا لإثبات الحق، بل لمحاولة أثبات أنني على حق وأن المسلمين على خطأ.

 أردتُ أن أُخرج الأخطاء الموجودة في القرآن حتى أثبت للمسلمين أنهم على خطأ وأن قرآنهم غير صحيح! وبمحض خبراتي الشخصية السابقة عن المسلمين لم أفكر يوماً أن الإسلام هو الطريق الصحيح للخلاص. لم يكن لدي مصحفاً في البيت، ففتحتُ موقع
www.muslim-web.com
ورحت أقرأ القرآن، وأبحث فيه، وبدأت بسورة الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران الخ. كانت قراءته صعبة في أول الأمر ولكني بدأت الإعتياد عليه، وجدتُ في القران جاذبية خاصة جذبتني لقراءته.

 ووجدتُ ايضا فيما اعتقدت انه الإجابة على تساؤلاتي في صورة المسيح المبسطة بدون تعقيد كقوله عن نفسه متكلما في المهد "إني عبد الله" فكان ذلك رداً على تساؤلي في ألوهية المسيح، وقال الله عز وجل: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" فكان رداً على نفي الثالوث حسب تفسير المسيحيين أن المسيح هو الله الإبن حتى اسلوب القرآن الكريم يختلف عن قراءة الكتاب المقدس الذي يبدو ككتاب تاريخ ، مما جعلني أتعجب من هذا القرآن وقرات في سورة المائدة أية 82 "لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنَّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورُهباناً وأنهم لا يستكبرون" هذه الآية جذبت إنتباهي ورحت أقرأ بتمعن وبعمق أكبر فأنا من عائلة قسيسين ورهبان ..

ثم تابعت : "وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عَرَفوا من الحق" وطفقت عيناي تسيل دمعاً حينها، ثم أكملت: "يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين" وهنا قلت: "يا ربي أنا آمنت!"
وهنا ذهبت إلى أصدقائي ونطقت الشهادتين وقلتُ: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"

ثالثاً: البحث عن هوية وكيان حيث كان في داخلي شعور بالدونية من جهة الهوية وذلك بأنني أردنية و عربية ولكن مسيحية حيث يشعر المسيحيون بانهم اقلية لا تتمتع بحقوق المواطنة الكاملة كما المسلمين ولازمني هذا الإحساس حتى في أمريكا حيث يعتبروننا أقليه ايضا مع كوننا مسيحيين وذلك لأني عربية فكان لا بد من تحديد هويتي كما أن هذا الشعور بدأ وأنا في الصف العاشر .

رابعاً: الأحداث السياسية: من الأحداث السياسية التي أثرت بي كثيراً هي حادثة 11 سبتمبر وبعدها أحداث سجن أبو غريب كما كان ينظر اليها زملائي المسلمين، وبدأت أتساءل في نفسي ، ما الذي يجعل الناس يحاربوا الإسلام والمسلمين باستمرار؟

كان لدي الإعتقاد قبل الإسلام أن المسيحيين هم المضطَهَدين ولكن بعد هذه الأحداث أصبحت ارى وكما يراه المسلمون من حولي أن الإسلام هو الضحية باستمرار، وان الحق في الإسلام يقابل بالإرهاب والقمع باستمرار منذ بداية التاريخ، لذلك تأكدت أن الإسلام هو الدين الصحيح.

قبل أن أنطق الشهادتين كنت أسوق بسيارتي متجهة نحو أصدقائي الذين اتصلت بهم بعد شهرين من المعاناة والدراسة و كنتُ خائفة كثيراً من ردة فعل الأهل لو عرفوا بأمري !

 كنت خائفة من ردة فعل المجتمع !
 عندما وصلتُ إلى أصدقائي وجدوني أبكي وسألوني عن السبب، فقلتُ لهم : "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"

في تلك اللحظة شعرتُ بسعادة غامرة لدرجة كدتُ أن أخرج وأقول للجميع أنني مسلمة ولم يهمني الأمر .

لم يصدقني أحد من الإخوة والأخوات الذين كانوا معي عندما نطقت الشهادتين وظنوا أني أستهزيء أو أمزح ، ولكني شرحتُ لهم أن لدي الرغبة في أن أتعلم الدين كله، أريد أن أعرف كيف أتوضأ ، أريد أن أعرف كيف أصلي أريد أن أعرف كل شيء عن الإسلام.

 أحدهم قال لي: "سبحان الله إن الله يحبك" والآخر قال: "إن اليوم هو أول ليلة رمضان" وكانت فرحتي أكبر عندما علمتُ أنني سأصوم مع المسلمين أيضاً. كان ذلك بدون أدنى شك هو شعور الرضى لإندماجي ذلك المجتمع الصغير المحبب لدي.

رجعت إلى البيت وسعادة غامرة تمتلكني، لاحظت أمي وأرادت أن تعرف السبب، ذهبت إلى الحمام وتوضأت، وبعدها أخذت الورقة التي كتبها لي أصدقائي وفتحتها لأقرأ خطوات الصلاة.

لم يكن لدي قرآن، لم يكن لدي حجاب، بل لبست لباساً طويلاً ووضعت قبعة الجاكيت على رأسي، وقلت: "الله أكبر" قرأت الفاتحة كما هي مكتوبة على الورقة وبعدها قلت: "الله أكبر" وقرأت كلمة "ركوع" لم أعرف ما هو الركوع فجلست على الأرض، وبعدها قلت: "سمع الله لمن حمده" وسجدتُ على الأرض، عندها انتابني احساس بأن هذه أول مرة أسجد فيها لله عز وجل شعرتُ أن علي مهمة يجب تحقيقها وهي مشاركة الآخرين بإسلامي ودعوتهم له رغم قلة علمي بالدين الإسلامي وما زلت طالبة للعلم .

منقول .

إرسال تعليق

0 تعليقات