قصة الخليفة ومعاقبتة للحاوى

قــصة قصيــرة .سافر الاب وترك وراءة زوجتة وأولادة الثلاثة


قــصة قصيــرة .
فى يوم من الأيام قرر أب أن يسافر إلى أحد البلاد البعيدة سعياً وراء الرزق الحلال وترك وراءة زوجتة وأولادة الثلاثة,,!!

 كان أولادة يكنون له الكثير من الحب والإحترام والمودة وكان يصعب عليهم كثيراً فراقه , ولذلك طلبوا من والدهم أن يرسل لهم يومياً رسالة لكي يظلوا دوماً على تواصل ,,♡

 وبالفعل بعد أن سافر الأب بعدة أيام بدأ الأب فى إرسال أول رسالة لزوجته وأبناءه ,

 فرح الأبناء كثيراً برسالة والدهم وأخذوا يقبلونها وفى داخلهم شوق عظيم إلى والدهم ,,

ولكن لم يحاول أي منهم فتح الرسالة وقراءتها , لكنهم فقط إكتفوا بتقبيلها ووضعها فى صندوق رائع والإحتفاظ بها فى مكتبة المنزل الكبيرة,,!!

 وكان الأبناء كل يوم ينظرون إليها ويمسحون التراب من عليها ويعيدونها فى مكانها من جديد دون قراءتها , وهم يرددون أن أبوهم هو أغلي وأجمل أب فى الوجود,,!!

••• وهكذا تعامل الأبناء مع كافة رسائل الأب الأخرى التى أرسلها لهم على مدار سنوات عديدة , يقبلون الرسائل ويحتفظون بها فى صندوق غالي ويكتفون بتنظيفها ومسح التراب من عليها بشكل يومي دون محاولة قراءتها أو التعرف على ما بداخلها ,,

 مضت السنوات وعاد الأب من السفر ليجد أسرتة لم يتبقي منها سوي إبناً واحداً فقط , إندهش الأب من حال الأسرة وسأل أبنه : أين أمك ؟

 فقال الأبن : لقد أصابها مرض خطير ولم يكن لدينا ما يكفي من المال للإنفاق على علاجها فظلت تعاني من المرض حتى توفاها الله عز وجل,,
 تعجب الأب من كلام الأبن وسأله لماذا لم تعطوها من المال الكثير الذي قمت بإرساله لكم فى أول رسالة ؟
ردد الإبن : لم نراه ولم نفتح الرسالة

 سألة الأب : أين أخوك ؟ رد الإبن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء ولم يجد من ينصحه خاصة بعد وفاة أمي فذهب معهم ولم يعد من يومها,,!!

 إندهش الأب قائلا : لماذا فعل هذا وأنا قد نصحتة كثيراً أن يبتعد عن رفاق السوء فى رسائلي , ألم تقرأوا الرسائل أبداً,,!!

 رد الإبن فى خجل : لا,,!!

 حزن الرجل كثيراً وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله , وأين أختك ؟ رد الإبن : لقد تزوجت ذلك الشاب الذى حدثتك عنه من قبل وهي الآن تعاني معه مرار العيش وفى أشد التعاسة,,!!

 إنفجر الأب صارخاً وقال : ولماذا تزوجته ؟ ألم تقرأ هي الأخرى رسالتى التى نصحتها فيها بألا تتزوج هذا الشاب وأن تنتظر من يخاف الله عز وجل وترضي دينه وخلقه ؟

 نظر الإبن إلى الأرض فى خجل وقال : لم نقرأ الرسائل يا أبي بل قمنا بوضعها فى هذا الصندوق , كنا دوماً نقبلها ونمجدها ولكننا لم نحاول أبداً قراءتها ومعرفة محتواها,,؟!!
 إنظر لحال تلك الأسرة وما حدث لها وكيف تشتت شملها , كل هذا بسبب أنها لم تكلف نفسها يوماً أن تحاول قراءة رسائل والدها ومعرفة فحواها , إنما إكتفت فقط بتمجيدها ووضعها فى صندوق غالي وتنظيفها من التراب يومياً,,!!

 كم منا تعامل مع رسائل الله عز وجل لنا مثلما تعامل الأبناء مع رسائل والدهم , ولله المثل الأعلى
 نحن ننظر كل يوم إلى المصاحف , نكتفي بتمجيدها وتقبيلها ووضعها فى علبة غالية ونمسح عنها التراب كل يوم ,
 ولكن من منا يحاول قراءتها وتدبرها والعمل بها ؟!

• قال تعالى :
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
[ سورة الفرقان -30- ]
وقال الرسول شاكيًا ما صنع قومه: يا ربِّ إن قومي تركوا هذا القرآن وهجروه، متمادين في إعراضهم عنه وتَرْكِ تدبُّره والعمل به وتبليغه. وفي الآية تخويف عظيم لمن هجر القرآن فلم يعمل به.

إرسال تعليق

0 تعليقات