الكوب المكسور .قاعدة الكوب المكسور

قاعدة الكوب المكسور .

قاعدة الكوب المكسور .

سمعت الأم صوت كسر زجاج فخرجت مسرعة خشية على طفلتها من الزجاج المتناثر .
فوجدت كوبًا مكسورًا و قد تناثرت أجزاؤه على الأرض .
أبعدت الأم ابنتها عن مجال تناثر الزجاج ..
و لأن الكوب يرتبط بذكرى عزيزة على قلبها ، فقد بدأت بجمع القطع الكبيرة التي يمكن بها إعادة بنائه من جديد .
أما القطع الصغيرة المؤذية قامت بجمعها بحرص و وضعتها في كيس سميك كي لا تؤذي أحدًا و رمت بها في عمق سلة المهملات 

.عقب ذلك بدأت بمحاولة إصلاح الكوب بعناية ..
و لكونها تمتلك حسًا و معرفة فنية قامت بتزيينه ببعض الخامات المتوفرة في المنزل حتى صار تحفة فنية .
صحيح أنه لم يعد يصلح للشرب فيه و لكنها ستحتفظ به كذكرى جميلة و ربما تستخدمه كمقلمية أو مزهرية .
كذلك عندما ينكسر شيء ما في إحدى العلاقات الإنسانية العزيزة على القلب (صداقة قوية أو تآخي أو زواج ) فأول ما يجب عمله هو إبعاد الأطفال و كل من سيتعرض للأذى إن بقي في مجال تناثر الأقوال و الأفعال المؤذية .
و بعد انتهاء مرحلة التناثر ، يتم التركيز على لم الشمل باستدعاء المواقف الإيجابية
و حسنات الطرف الآخر .
أما ما تناثر أثناء الكسر من صغائر الأقوال ؟
و الأفعال فيجب جمعها بحرص و وضعها في غلاف متين من المحبة يمنع وصول أذاها مرة أخرى .. و من ثم إلقاؤها في أعمق نقطة في عالم النسيان .
و ما تم لمه بدايةً من المواقف الإيجابية
و الحسنات ؛ يُعاد بناؤه كهيكل جديد ..
غالبًا ما ستظهر به بعض الثغرات و العيوب التي يمكن تجميلها بتعلم أساسيات فن التعامل و حسن العِشْرة .
و الأهم من ذلك التركيز على ما يحويه من ذكريات رائعة لمواقف جميلة جمعت بين أطراف العلاقة ربما لسنوات أو عقود عدة .
" و لا تنسوا الفضل بينكم "

خلاصة القول :
ما أكثر الانكسارات في العلاقات بين البشر .. و الانكسار لا يعني النهاية ، و إنما بداية جديدة بشكل مختلف .. تعتمد على نبذ السيء و التركيز على الحسن .. و تلك شيمة الكرام

حقيقة ..
بعض الإنكسارات قد تمنحنا بدائل أجمل

إرسال تعليق

0 تعليقات