هنا حدثت المذبحة التي راح ضحيتها حوالي 500 من كبار زعماء المماليك في مصر ..
خلف باب العزب بقلعة صلاح الدين في القاهرة في مارس من عام 1811 حدثت واقعة الغدر بالمماليك و كانوا قد جاءوا للاحتفال مع محمد علي باشا بخروج الجيش للقضاء علي الحركة الوهابية في الحجاز , جاءوا و هم يرتدون أغلي الثياب و في أبهي زينتهم و لا يحملون السلاح ..
و عند مغادرتهم لباب العزب يتفاجئون بالابواب تنغلق امامهم و الجنود الواقفين اعلي الاسوار يمطرونهم بوابل من الرصاص ..
محمد علي باشا في هذة الاثناء كان لا يزال جالسا في قاعة الاستقبال ..
و القهوة التي تناولها زعماء المماليك منذ قليل قبل مغادرتهم لم تبرد بعد
و أصوات الاستغاثات و الصراخ تملئ الاجواء و تنشر حالة من الفزع أشبة بيوم القيامة , حتي أن محمد علي باشا نفسه اصابه الرعب عند سماعه لاستغاثات امراء المماليك .
سليمان بك البواب كبير المماليك جري ناحية الحريم يستغيث بهم و هو مصاب رغم ما في ذلك من مهانة , لكن الجنود لاحقوه بسيف و جزوا رقبته , أحدهم جري يستغيث بإبراهيم باشا لانه صديقه , لكن ذلك لم يشفع له و جز الجنود رقبته ..
في نهاية اليوم كان الجنود قد جمعوا 500 راس و وضعوها في كومة عند قدمي محمد علي باشا الجالس علي أريكته في قاعة الاستقبال ..
الوحيدة التي كرهت ما حدث هي أمينة هانم زوجة محمد علي باشا التي اصيبت بحالة من الهلع الشديد و حرمت نفسها علي زوجها بسبب تلك الواقعة ...
محمد علي باشا يريد أن يحكم بالحديد و النار بعد أن تخلص من أقوي منافسيه
فأمر بتعليق روؤس القتلي علي أبواب مساجد القاهرة ليري الناس ماذا فعل االباشا مع معارضيه فلا يجرؤ احدا علي تكرار منازعته في حكم مصر ..
و لتأكيد تثبت حالة الرعب في عقول الناس , أمر الباشا كتائبه بالنزول من القلعة و قتل من تبقي من المماليك في القاهرة و الاستيلاء علي ممتلكاتهم و زوجاتهم و ملاحقة حتي شركائهم في التجارة ... و تم قتل 1500 اخرون داخل القاهرة .
ولانه علي الباغي تدور الدوائر فقد كان للقدر أن يذيق محمد علي باشا من نفس الكأس , قتل ابنه  طوسون و هو في ريعان الشباب اثناء الحرب في الحجاز ..
ثم فقد ابنه الثاني اسماعيل اثناء معارك السودان و قد قتل اسماعيل مغدورا بعد حفل غداء تم حرقه هو و جنوده حتي تفحم جسده ..
و في أواخر ايامه اصيب الباشا بالخرف و لم يعد قادرا علي استيعاب ما يحدث حوله فعزله ابنه ابراهيم و تولي الحكم بدلا منه , لكن ابراهيم باشا لم يستمر سوي بضعه اشهر و مات مريضا , و عندما مات ابراهيم لم يخبر أحدا محمد علي باشا بنأ وفاة ابنه , فالباشا بالنسبة لهم مجرد رجل مخبول يعاني الخرف و لا يدري من أمره شئ ..
و مات محمد علي باشا في عهد حفيده عباس حلمي باشا الاول و إجريت له جنازة متواضعه جدا , حتي ان الدكاكين لم تقفل ابوابها و لم يهتم الحفيد بتعظيم امر جده و الاهتمام بجنازته حتي إن القناصل الاجانب اندهشوا من تواضع مراسم جنازة الباشا مؤسس مصر الحديثة .
في عهد الخديوي اسماعيل تم ترميم باب العزب و بناء مدخل جديد امام الباب  .
الصورة لباب العزب قبل الترميم سنة 1868 ....
مصر هبة النيل..⁦❤️⁩🌹


إرسال تعليق

0 تعليقات