وَإِذ يَرفَعُ إِبرٰاهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسمٰعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ

وَإِذ يَرفَعُ إِبرٰاهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسمٰعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ [ البقرة : 127 ] :


الدّعاء بقبول الطّاعة هو = علامة على الخوف من عدم قبولها، والخوف من عدم قبولها هو = علامة على قبولها ؛ قال تعالى : ﴿ والذين يُؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ﴾ ، قالت عائشة : يا رسول الله أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : "لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم، ( أولئك الذين يسارعون في الخيرات )".

وإنّما يخاف هؤلاء من عدم القبول لعلمهم بأنّ القبول شرطه = التّقوى ؛ قال تعالى : ( إنّما يتقبّل الله من المتّقين ) ، ثمّ علمهم بأنّ التّقوى نفسها = مجهولة لا تُعلم إلّا بالوحي ؛ قال تعالى : ( فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى ) ، ثمّ علمهم بأنّهم حتّى لو علموا بالوحي أنّهم أتقياء ، فإنّ القصد من ذلك حينئذ = أنّهم أتقياء إن استمرّوا على الطاعة لا مطلقًا ، وهذا لأنّ الوعد بذلك نظريّ ، وتحقيقه في الواقع لا يقع إلّا مقيّدًا بشروط منها تحقّق العمل الّذي سيُقبل نفسه ، ثمّ الخوف ، ثمّ الثّبات على كلّ ذلك من أجل العلم بكلّ هذا !

التّفسير ‍الماتع الجامع لصنوف العلم النّافع .

إرسال تعليق

0 تعليقات