نِعَمُ الله عزَّ وجلَّ على عبادِه لا تُحصى، ومن هذه النِّعم نعمتا الصِّحَّةِ والفراغ، اللَّتان لا يَدري أكثرُ النّاس أهمِّيَّتهما إلّا بعد زوالهما. وقوله ﷺ : نعمتانِ عظيمتان جليلتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النّاس؛ أي: لا يَعرِف قَدْرَهما ولا ينتفع بهما كثيرٌ من النّاس في حياتهم الدُّنيويَّة والأخرويَّة، وهما: الصِّحةُ؛ أي: صحَّة البدن والنَّفس وقوَّتهما،
والفراغُ؛ أي: خُلُوُّ الإنسانِ من مشاغلِ العيش وهمومِ الحياة، وتوفُّرُ الأمن والاطمئنان النَّفْسيِّ، فهما نِعمتان عظيمتان، لا يُقدِّرُهما كثيرٌ من النّاس حقَّ قدْرهما. في الحديث: الترغيبُ في استغلال النِّعم من صحَّة وفراغ وغيرهما، والاستفادةُ منهما فيما يُرضي اللهَ سبحانه وتعالى. وفيه: أنَّ الإنسانَ لا يتفرَّغ للطّاعة إلّا إذا كان مكفيًّا صحيحَ البدن، فقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، وقد يكون صحيحًا ولا يكون مستغنيًا، فلا يكون متفرِّغًا للعِلم والعمل لشغْله بالكسْب، فمَن حصَل له الأمران: الصِّحَّةُ والفراغُ وكَسِلَ عن الطّاعات، فهو المغبونُ الخاسرُ في تجارتِه.
وقد جاءت كلمة التغابن فى القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ﴾
والمراد بالمغبون: من غبن في أهله ومنازله في الجنة؛ فيظهر يومئذ غبن كل كافر بترك الإيمان، وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان. [الألوسي]
من فوائد الحديث
الفائدة (١): الغبن هو: النقص والخسارة، ومعنى الحديث: أن كثيرًا من الناس خاسرون؛ حيث إنهم لم يستفيدوا من هاتين النعمتين، وهما: الصحة والفراغ، فهم يضيعون أوقاتهم أيام صحتهم، ويضيعون وقت فراغهم، فلم يستفادوا منه في أمر دينهم.
الفائدة (٢) : سبب الاهتمام بالوقت أنه الزمن الذي تقع فيه الأعمال، وهذه الأعمال (خيرها وشرها) هي التي قدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق جل وعلا، وقال ﷺ : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه: فيمَ أبلاه؟)؛ وإذا عرفنا هذا تبين لنا أهمية الوقت، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض؛ لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا؛ فالوقت هو الحياة.
الفائدة (٣) : من النماذج الحسنة في استثمار الوقت تلك الكلمة التي قالها الأمام علي بن عقيل - رحمه الله - لتكون نبراسًا لذوي الهمم العالية، وتقويةً لعزيمة أصحاب الهمم الفاترة؛ يقول مخبرًا عن نفسه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرحٌ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره؛ اهـ؛ ولذلك لما احتُضِر هذا الإمام بكى النساء، فقال: قد وقَّعْتُ عنه خمسين سنة (يعني أنه كان يعلِّم الناس دين الله، ويفتيهم فيه، ويرشدهم إليه)، فدعوني أتهنأ بلقائه. والله أعلم
والفراغُ؛ أي: خُلُوُّ الإنسانِ من مشاغلِ العيش وهمومِ الحياة، وتوفُّرُ الأمن والاطمئنان النَّفْسيِّ، فهما نِعمتان عظيمتان، لا يُقدِّرُهما كثيرٌ من النّاس حقَّ قدْرهما. في الحديث: الترغيبُ في استغلال النِّعم من صحَّة وفراغ وغيرهما، والاستفادةُ منهما فيما يُرضي اللهَ سبحانه وتعالى. وفيه: أنَّ الإنسانَ لا يتفرَّغ للطّاعة إلّا إذا كان مكفيًّا صحيحَ البدن، فقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، وقد يكون صحيحًا ولا يكون مستغنيًا، فلا يكون متفرِّغًا للعِلم والعمل لشغْله بالكسْب، فمَن حصَل له الأمران: الصِّحَّةُ والفراغُ وكَسِلَ عن الطّاعات، فهو المغبونُ الخاسرُ في تجارتِه.
وقد جاءت كلمة التغابن فى القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ﴾
والمراد بالمغبون: من غبن في أهله ومنازله في الجنة؛ فيظهر يومئذ غبن كل كافر بترك الإيمان، وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان. [الألوسي]
من فوائد الحديث
الفائدة (١): الغبن هو: النقص والخسارة، ومعنى الحديث: أن كثيرًا من الناس خاسرون؛ حيث إنهم لم يستفيدوا من هاتين النعمتين، وهما: الصحة والفراغ، فهم يضيعون أوقاتهم أيام صحتهم، ويضيعون وقت فراغهم، فلم يستفادوا منه في أمر دينهم.
الفائدة (٢) : سبب الاهتمام بالوقت أنه الزمن الذي تقع فيه الأعمال، وهذه الأعمال (خيرها وشرها) هي التي قدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق جل وعلا، وقال ﷺ : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه: فيمَ أبلاه؟)؛ وإذا عرفنا هذا تبين لنا أهمية الوقت، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض؛ لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا؛ فالوقت هو الحياة.
الفائدة (٣) : من النماذج الحسنة في استثمار الوقت تلك الكلمة التي قالها الأمام علي بن عقيل - رحمه الله - لتكون نبراسًا لذوي الهمم العالية، وتقويةً لعزيمة أصحاب الهمم الفاترة؛ يقول مخبرًا عن نفسه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرحٌ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره؛ اهـ؛ ولذلك لما احتُضِر هذا الإمام بكى النساء، فقال: قد وقَّعْتُ عنه خمسين سنة (يعني أنه كان يعلِّم الناس دين الله، ويفتيهم فيه، ويرشدهم إليه)، فدعوني أتهنأ بلقائه. والله أعلم
0 تعليقات