آخر ملوك الفرس . يزدجرد الثالث يستنجد بملك الصين .

آخر ملوك الفرس يزدجرد الثالث يستنجد بملك الصين .

في عام 16هـ فتحت المدائن عاصمة ملك الدولة الساسانية وانطفأت نار المجوسية المعبودة إلى يوم القيامة على يد ( خال رسول الله صل الله عليه وسلم ) الأسد في براثنه سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) ، وهرب جرَّاء ذلك كسرى الفرس وملكهم ( يزدجرد الثالث ) الذي ظل مطاردا من بلد إلى بلد حتى استقر في مرو ، وظل المسلمون يلاحقونه حتى يأسروه أو يقتلوه لتكتمل خطة فتح بلاد فارس ، والتي ستظل مهددة طالما أن رأس الأفعى ما يزال حيا حرا طليقا .

وجاء نتيجة الهزائم المتتالية التي منيت بها جيوش كسرى أن قام بالاستنجاد بملوك الترك والصغد والصين ، فأمده كل من ملك الصغد وملك الترك ، وتخاذل عن نصرت ونجدته ملك الصين ، وكان لذلك سببا هاما واضحا جليا ندر التطرق إليه في يومنا هذا ، جاء ضمن أحداث سنة ( 22هـ ) والتي وصل فيها رسول كسرى من عند ملك الصين برده على الاستغاثة التي كان قد وجهها كسرى إليه في كتابه إليه والتي جاء فيها .

 يقول الطبري في تاريخه : " ابتدأ ملك الصين قائلاً للرسول : قد عرفت أن حقًّا على الملوك إنجادُ الملوك على من غلبهم ؛ فصِفْ لي هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم ، فإني أراك تذكر قلةً منهم وكثرةً منكم ، ولا يبلغُ أمثالُ هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم إلا بخير عندهم وشرٍّ فيكم .

فقلت :سلني عما أحببت. فقال : أيوفون بالعهد ؟ قلت : نعم . قال : وما يقولون لكم قبل القتال ؟ قلت : يدعوننا إلى واحدة من ثلاث : إما دينهم ، فإن أجبنا أجرونا مجراهم ، أو الجزية والمنعة ، أو المنابذة . قال : فكيف طاعتهم أمراءهم ؟ قال الرسول : أطوع قوم لمرشدهم .
قال : فما يُحِلُّون وما يحرِّمون ؟ فأخبرته ، فقال : أيحرمون ما حلل لهم ، أو يحلون ما حرم عليهم ؟ قلت : لا. قال : فإن هؤلاء القوم لا يهلكون أبدا حتى يحلوا حرامهم و يحرموا حلالهم .
ثم قال : أخبرني عن لباسهم ؟ فأخبرته ، وعن مطاياهم ، فقلت : الخيل العِراب – ووصفتها – فقال : نعمت الحصون هذه ! ووصفت له الإبل وبروكها وانبعاثها بحملها ، فقال : هذه صفة دواب طوال الأعناق .

وكتب معه إلى يزدجرد : إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجند أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحِقُّ عليَّ ، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولُك صفتهم لو يطاولون الجبال لهدوها ، ولو خليَ سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف ، فسالمهم وارضَ منهم بالمساكنة ، ولا تُهِجْهُم ما لم يُهِيجُوك .

المصادر:
- تاريخ الأمم والملوك ( 4 / 172 ) ، الكامل في التاريخ ( 2 / 343 ) ، البداية والنهاية (10/ 169)

في عام 16هـ فتحت المدائن عاصمة ملك الدولة الساسانية وانطفأت نار المجوسية المعبودة إلى يوم القيامة على يد ( خال رسول الله صل الله عليه وسلم ) الأسد في براثنه سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) ، وهرب جرَّاء ذلك كسرى الفرس وملكهم ( يزدجرد الثالث ) الذي ظل مطاردا من بلد إلى بلد حتى استقر في مرو ، وظل المسلمون يلاحقونه حتى يأسروه أو يقتلوه لتكتمل خطة فتح بلاد فارس ، والتي ستظل مهددة طالما أن رأس الأفعى ما يزال حيا حرا طليقا .

إرسال تعليق

0 تعليقات