س / ما هو الصّحيح في مسألة تلبّس الشيطان بالإنسان إلى أن يصرع فيتكلّم الشيطان على لسانه ؟
ج / الأدلّة على وجود السّحر والمسّ الشيطاني ثابتة قطعًا، قال تعالى : (( ولكنّ الشياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر )) ، وقال : (( كمثل الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ )) ...
والخلاف هو في قدرة الشيطان على التّلبّس بالإنسان لدرجة التّحكّم التّام فيه بحيث يصل أن يتكلّم على لسانه ويمشي برجليه ويطير به ونحو ذلك ممّا ليس عليه في الشّرع ولا غيره من دليل يرجّح جانب إثباته ولا جانب النّفي، فيبقى معه النّاظر على أصل النّفي ، أمّا :
1 ـ من يستدلّ على كون المتكلّم على لسان المريض = جانّ، بعدم وعي المريض بذلك الكلام، فهو محجوج بكلام سائر من لا يعي ما يقول كما يوجد لدى النّائم والمهلوس ونحوهما مع أنّه لا يُقال أنّ كلام هؤلاء هو أيضًا كلام الجنّ على لسانهم إلّا أن تُستعمل في ذلك المصادرة والاحتجاج بمحلّ النّزاع ...
2 ـ ومن القائلين بأنّ المتكلّم على لسان المصروع جانّ من يتناقض أيضًا ؛ فإنّهم يعتقدون أنّ الأصل في الجانّ الكذب كما دلّت على ذلك الأدلّة الصّحيحة ثمّ هم يستدلّون على أنّه جانّ ـ مع ذلك ـ بنفس زعم المتكلّم أنّه جانّ !!
3 ـ وكذا استدلالهم على ذلك بالأحوال الخارقة الّتي تظهر على المصروع مثل تضاعف قوّته إلى أضعاف كثيرة وتحمّله للضّرب الشّديد الّذي يقتل الجنس الآدميّ في العادة ونحو ذلك فهذا وغيره لا يلزم منه أن يكون المتقوّي المتحمّل هو = الجنّ ولا أنّه شخص سوى المصروع نفسه أصلا، فإنّ مثل هذه الخوارق يوجد مثلها اليوم في نحو التّنويم المغناطيسيّ وهي مفسّرة في علم ما وراء النّفس ( الباراسيكولوجي ) وكلّه مردود إلى طاقات توجد في الإنسان ...
4 ـ وكذا تأثّر المصروع بقراءة القرآن وصدور ذلك الكلام على لسانه في ذلك الحال هو = مفسّر أيضًا؛ فإنّه يمكن عزوه لتأذّيه بكلّ صوت يقع في ذهنه أنّه كذلك ، ولذا يحصل نفس ذلك الحال وتلك النّتائج لدى من يزعمون إخراج الشّياطين باسم الصّليب ونحوه من النّصارى ونحوهم، فهؤلاء يقرؤون على مريضهم نصوصا من الكتاب المقدّس وكذا يرشّونه بالماء المقدّس فينتفض ويصرخ وهو ماء مدنّس لا مقدّس، وكذا كتابهم الّذي يقرؤون محرّف منسوخ كما هو معلوم ...
5 ـ وهكذا سائر ما يحتجّ به هؤلاء وغيرهم من أدلّة التّجربة والعادات المتغيّرة لا يصحّ منه شيء لتكافئ الاحتمالات وصحّة العزو إلى ما سوى فعل الجنّ أيضًا ...
وإنّما الّذي دلّ الشّرع على وجوده هو = السّحر وكذا التّخبّط من مسّ الشّيطان ووسوسة الشيطان في صدور النّاس وجريانه منهم مجرى الدّمّ ... وهذا لا يلزم منه ما يدّعيه هؤلاء من التّلبّس التّامّ والسّيطرة الكاملة والسّلطان على الإنسان إلى درجة يكون معها هو النّاطق على لسان المصروع أو الضّارب بيده أو الماشي برجله ولا نحو ذلك ممّا يدّعون ...
قال ابن حزم رحمه الله في "الفصل" (5|10): [ وأما الصرع ؛ فإن الله عز وجل قال كالذي يتخبطه الشيطان من المس فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع؛ فإنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) وهذه الأمور لا يمكن أن يعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق؛ فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا ] .
والمعالجة بالقرآن لا ينبغي أن يكون فيها شطط ولا إسراف ولا مبالغات كالّتي عليها أكثر الرّقاة اليوم فإنّهم يبنون ما يفعلون على ما لا يصحّ من هذه الاعتقادات فيدّعون إخراج الجنّ أو عودته ودخوله أو توبته ورجوعه أو إسلامه أو كفره ويحاورونه في ذلك ويجارونه مع اعتقادهم بأنّه كاذب فيتناقضون مع وضعهم القرآن في غير مواضعه مع إهدارهم الأموال في ذلك وإنفاقهم الأوقات واستعمالهم ما لا يجوز كالضّرب المبرّح وربّما قتلوا المريض أصلا مع نسبتهم ما يفعلونه لدين الله وشرعه فضلا عن الجزم بذلك فضلا عن جعله من الاعتقاد الرّاسخ !!!
ج / الأدلّة على وجود السّحر والمسّ الشيطاني ثابتة قطعًا، قال تعالى : (( ولكنّ الشياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر )) ، وقال : (( كمثل الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ )) ...
والخلاف هو في قدرة الشيطان على التّلبّس بالإنسان لدرجة التّحكّم التّام فيه بحيث يصل أن يتكلّم على لسانه ويمشي برجليه ويطير به ونحو ذلك ممّا ليس عليه في الشّرع ولا غيره من دليل يرجّح جانب إثباته ولا جانب النّفي، فيبقى معه النّاظر على أصل النّفي ، أمّا :
1 ـ من يستدلّ على كون المتكلّم على لسان المريض = جانّ، بعدم وعي المريض بذلك الكلام، فهو محجوج بكلام سائر من لا يعي ما يقول كما يوجد لدى النّائم والمهلوس ونحوهما مع أنّه لا يُقال أنّ كلام هؤلاء هو أيضًا كلام الجنّ على لسانهم إلّا أن تُستعمل في ذلك المصادرة والاحتجاج بمحلّ النّزاع ...
2 ـ ومن القائلين بأنّ المتكلّم على لسان المصروع جانّ من يتناقض أيضًا ؛ فإنّهم يعتقدون أنّ الأصل في الجانّ الكذب كما دلّت على ذلك الأدلّة الصّحيحة ثمّ هم يستدلّون على أنّه جانّ ـ مع ذلك ـ بنفس زعم المتكلّم أنّه جانّ !!
3 ـ وكذا استدلالهم على ذلك بالأحوال الخارقة الّتي تظهر على المصروع مثل تضاعف قوّته إلى أضعاف كثيرة وتحمّله للضّرب الشّديد الّذي يقتل الجنس الآدميّ في العادة ونحو ذلك فهذا وغيره لا يلزم منه أن يكون المتقوّي المتحمّل هو = الجنّ ولا أنّه شخص سوى المصروع نفسه أصلا، فإنّ مثل هذه الخوارق يوجد مثلها اليوم في نحو التّنويم المغناطيسيّ وهي مفسّرة في علم ما وراء النّفس ( الباراسيكولوجي ) وكلّه مردود إلى طاقات توجد في الإنسان ...
4 ـ وكذا تأثّر المصروع بقراءة القرآن وصدور ذلك الكلام على لسانه في ذلك الحال هو = مفسّر أيضًا؛ فإنّه يمكن عزوه لتأذّيه بكلّ صوت يقع في ذهنه أنّه كذلك ، ولذا يحصل نفس ذلك الحال وتلك النّتائج لدى من يزعمون إخراج الشّياطين باسم الصّليب ونحوه من النّصارى ونحوهم، فهؤلاء يقرؤون على مريضهم نصوصا من الكتاب المقدّس وكذا يرشّونه بالماء المقدّس فينتفض ويصرخ وهو ماء مدنّس لا مقدّس، وكذا كتابهم الّذي يقرؤون محرّف منسوخ كما هو معلوم ...
5 ـ وهكذا سائر ما يحتجّ به هؤلاء وغيرهم من أدلّة التّجربة والعادات المتغيّرة لا يصحّ منه شيء لتكافئ الاحتمالات وصحّة العزو إلى ما سوى فعل الجنّ أيضًا ...
وإنّما الّذي دلّ الشّرع على وجوده هو = السّحر وكذا التّخبّط من مسّ الشّيطان ووسوسة الشيطان في صدور النّاس وجريانه منهم مجرى الدّمّ ... وهذا لا يلزم منه ما يدّعيه هؤلاء من التّلبّس التّامّ والسّيطرة الكاملة والسّلطان على الإنسان إلى درجة يكون معها هو النّاطق على لسان المصروع أو الضّارب بيده أو الماشي برجله ولا نحو ذلك ممّا يدّعون ...
قال ابن حزم رحمه الله في "الفصل" (5|10): [ وأما الصرع ؛ فإن الله عز وجل قال كالذي يتخبطه الشيطان من المس فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع؛ فإنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) وهذه الأمور لا يمكن أن يعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق؛ فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا ] .
والمعالجة بالقرآن لا ينبغي أن يكون فيها شطط ولا إسراف ولا مبالغات كالّتي عليها أكثر الرّقاة اليوم فإنّهم يبنون ما يفعلون على ما لا يصحّ من هذه الاعتقادات فيدّعون إخراج الجنّ أو عودته ودخوله أو توبته ورجوعه أو إسلامه أو كفره ويحاورونه في ذلك ويجارونه مع اعتقادهم بأنّه كاذب فيتناقضون مع وضعهم القرآن في غير مواضعه مع إهدارهم الأموال في ذلك وإنفاقهم الأوقات واستعمالهم ما لا يجوز كالضّرب المبرّح وربّما قتلوا المريض أصلا مع نسبتهم ما يفعلونه لدين الله وشرعه فضلا عن الجزم بذلك فضلا عن جعله من الاعتقاد الرّاسخ !!!
0 تعليقات