﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى﴾ النبي الكريم، الذي لم يجعل الله له من قبل سميا. ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ بعدما كانت عاقرا، لا يصلح رحمها للولادة فأصلح الله رحمها للحمل، لأجل نبيه زكريا، وهذا من فوائد الجليس، والقرين الصالح، أنه مبارك على قرينه، فصار يحيى مشتركا بين الوالدين.
ولما ذكر هؤلاء الأنبياء والمرسلين، كلا على انفراده، أثنى عليهم عموما فقال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ أي: يبادرون إليها ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ويكملونها على الوجه اللائق الذي ينبغي ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها، إلا انتهزوا الفرصة فيها، ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون ولا مدلون، ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ أي: خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم. (السعدي)
مما يستفاد من الآية :
(1) عن عبد الله بن عكيم ، قال : خطبنا أبو بكر - رضي الله عنه - فقال : أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته ، فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) . جامع العلوم والحكم، لابن رجب (1/ 161)
(2) ما أروع صورة البيت الذي يتبارى فيه الزوجان في المسارعة للخيرات.. زوجة تعين زوجها، وزوج يعين زوجته، يترسمون خطى ذلك البيت النبوي الذي جعله الله نبراسًا لكل زوجين، فأين المقتدون بزكريا عليه السلام وزوجته ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) .
(3) (ويدعوننا رغبا ورهبا) قال الحسن البصري: دام خوفهم ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم. الدر المنثور 5/ 670
(4) قال تعالى: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) ولم يقل: يسارعون إلى الخيرات ؛ لأنهم منهمكون في أعمال خيرة، فهمُّهم المسارعة فيها، والازدياد منها، بخلاف من يسارع إلى شيء، فكأنه لم يكن فيه أصلاً ، فهو يسرع إليه ليكون فيه. تفسير الشعراوي 1/ 35
(5) د/ عبد الرحمن المقبل: من تأمل هذه الآيات: (ويدعوننا رغبا ورهبا) وقوله تعالى: ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) ، وقوله تعالى: ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) وغيرها، أدرك أن المنهج الحق للمؤمن الموفق في عباداته، بل في حياته أن يكون بين الخوف والرجاء، فلا يطغى أحدهما على الآخر، وهذا هو هدي الأنبياء وسلف الأمة.
ولما ذكر هؤلاء الأنبياء والمرسلين، كلا على انفراده، أثنى عليهم عموما فقال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ أي: يبادرون إليها ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ويكملونها على الوجه اللائق الذي ينبغي ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها، إلا انتهزوا الفرصة فيها، ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون ولا مدلون، ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ أي: خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم. (السعدي)
مما يستفاد من الآية :
(1) عن عبد الله بن عكيم ، قال : خطبنا أبو بكر - رضي الله عنه - فقال : أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته ، فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) . جامع العلوم والحكم، لابن رجب (1/ 161)
(2) ما أروع صورة البيت الذي يتبارى فيه الزوجان في المسارعة للخيرات.. زوجة تعين زوجها، وزوج يعين زوجته، يترسمون خطى ذلك البيت النبوي الذي جعله الله نبراسًا لكل زوجين، فأين المقتدون بزكريا عليه السلام وزوجته ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) .
(3) (ويدعوننا رغبا ورهبا) قال الحسن البصري: دام خوفهم ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم. الدر المنثور 5/ 670
(4) قال تعالى: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) ولم يقل: يسارعون إلى الخيرات ؛ لأنهم منهمكون في أعمال خيرة، فهمُّهم المسارعة فيها، والازدياد منها، بخلاف من يسارع إلى شيء، فكأنه لم يكن فيه أصلاً ، فهو يسرع إليه ليكون فيه. تفسير الشعراوي 1/ 35
(5) د/ عبد الرحمن المقبل: من تأمل هذه الآيات: (ويدعوننا رغبا ورهبا) وقوله تعالى: ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) ، وقوله تعالى: ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) وغيرها، أدرك أن المنهج الحق للمؤمن الموفق في عباداته، بل في حياته أن يكون بين الخوف والرجاء، فلا يطغى أحدهما على الآخر، وهذا هو هدي الأنبياء وسلف الأمة.
0 تعليقات