عندما تحالف الصرب والبوسنيون والبلغار وأعدوا جيشاً أوروبياً صليبياً كثيفاً لحرب
المسلمين بقيادة السلطان العثماني مراد الاول .
الذي كان قد وصل بجيوشه بعد إعدادها إعداداً قوياً الى منطقة كوسفو في البلقان
وكان وزير السلطان مراد يحمل معه مصحفاً فتحه على غير قصد فوقع نظره على هذه الآية: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لايفقهون}
فاستبثر بالنصر واستبشر معه المسلمون .
ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين وحمي وطيسه واشتدت المعركة وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصاراً باهراً حاسماً .
كان السلطان مراد يعلم أنه يقاتل في سبيل الله وأن النصر من عنده ولذلك كان كثير الدعاء والإلحاح على الله والتضرع إليه والتوكل عليه ومن دعاءه الخاشع
إلهي ومولاي أسألك بجاه وجهك الكريم
أن تجعلني فداء للمسلمين جميعاً ولا تجعلني سبباً في هلاك أحد من المسلمين
في سبيل غير سبيلك القويم.
إلهي ومولاي ان كان في استشهادي نجاة لجند المسلمين فلا تحرمني الشهادة في سبيلك لأنعم بجوارك ونعم الجوار جوارك .
وبعد الانتصار في قُوصُووَه قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعوا لهم كما كان يتفقد الجرحى وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت .
وأسرع نحو السلطان فتمكن الحراس من القبض عليه ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن اسلامه على يديه وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد رحمه الله في 15 شعبان 791هـ .
وكانت أخر كلماته .
لايسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير أشهد إن لا إله إلا الله وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الاسلام.
أطيعوا ابني يزيد ولاتعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم الى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء
واستشهد رحمه الله بعد أن بلغ من العمر 65 عاماً.
فلانامت أعين الجبناء ...
مصادر .
الدولة العثمانية د. علي الصلابي
روائع من التاريخ العثماني أورخان محمد علي ...
0 تعليقات