الاقرب أنّ ليلة القدر تنتقل من عام لآخر في العشر الأواخر جميعًا أوتارها وأشفاعها كما تقدّم بحثه ، ويلي هذا القول في القوّة عندي = القول بأنّها ثابتة في آخر ليلة من الشّهر؛ ذلك أنّ :
1 ـ مضاعفة أجر الأعمال في ليلة القدر كما هو مقتضى التّفسير المعروف للآية الّتي فيها أنّها (( خيرٌ من ألف شهر )) يُحتمل معه أن توافق أكثر ليلة يغفل النّاس عنها من اللّيالي العشر بحيث لا ينتظر أكثرهم أن تكون هي ليلة القدر، وذلك أنّ من أهمّ أسباب المضاعفة الكبيرة لأجور الأعمال = وقوعها في ظرف لا يعمل النّاس فيه؛ ومن ذلك أوقات غفلتهم حيث يذكر الذّاكر ربّه من دونهم ،
ويكون ممّن يختارهم الله من بينهم لعبادته ، فيكون ذلك هو الوقت المختار ، وهذا كما في حديث : " الصّلاة بالليل والنّاس نيام "، و" أقربُ ما يكون الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ" ، وتعليل صوم شعبان بأنّه " شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه" ، وكذا ما يُذكر من مضاعفة أجر الذّكر في السّوق إلى ألف ألف حسنة ، وحديث " الذين يصلحون إذا فسد النّاس " و " لهم أجر خمسين .. منكم " ، وحديث " عبادة في الهرج كهجرة إليّ " ، ونحو ذلك ... وهذا معنى قول من قال أنّ ليلة القدر هي آخر ليلة في رمضان، فهذا القول ليس بعيدًا بل يقوّيه أيضًا :
2 ـ كون آخر الأشياء هو محلّ التّتويج ونيل الأجر على ما يتقدّم، وهو من المعاني الّتي جعل الله من أجلها " الأعمال بالخواتيم" ، فهذان يقوّيان أن تكون ليلة القدر = ليلة تسع وعشرين إذا كان الشهر ناقصًا وليلة ثلاثين إذا كان تامّا ، وصورة هذا القول تقتضي معنًى ثالثًا مقوّيا له أيضًا، وهو :
3 ـ كونه يوافق ما في الأحاديث من استعمال أسلوب التّقريب والتّردّد وعدم الجزم بتعيينها، فيُحتمل أن يكون ذلك من آثار ما بقي من ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للتّعيين قبل أن ينسّاه لأنّه يقتضي احتمالين ومن ثمّ نتيجةً فيها تردّد،
وأمّا الأحاديث الّتي في ظاهرها ما يخالف هذه النّتيجة من تعيينها في ليلة أخرى غير الأخيرة فالأقرب أنّها تقديرات من الصّحابة واجتهادات وإلّا فليس شيء ممّا هنالك إلّا ويداخله احتمال ذلك بقوّة ، وهو المعنى المناسب لما في المرفوعات الصّريحة من طريقة التّردّد أيضًا، ويقوّي هذا :
4 ـ من الصّريح ما عند ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث معاوية مرفوعًا : ( التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان )، وفي سنده بعض الضّعف وكذا في المتن مخالفة لما رُوي عن معاوية من وجه آخر، لكن قد يشهد له حديث أنس : ( أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة منه ) ، قال الحافظ : رواه ابن أبي عاصم بسند ضعيف. قلتُ : وكذا يشهد لمعنى حديث معاوية البحث المتقدّم كلّه، والله تعالى أعلم.
1 ـ مضاعفة أجر الأعمال في ليلة القدر كما هو مقتضى التّفسير المعروف للآية الّتي فيها أنّها (( خيرٌ من ألف شهر )) يُحتمل معه أن توافق أكثر ليلة يغفل النّاس عنها من اللّيالي العشر بحيث لا ينتظر أكثرهم أن تكون هي ليلة القدر، وذلك أنّ من أهمّ أسباب المضاعفة الكبيرة لأجور الأعمال = وقوعها في ظرف لا يعمل النّاس فيه؛ ومن ذلك أوقات غفلتهم حيث يذكر الذّاكر ربّه من دونهم ،
ويكون ممّن يختارهم الله من بينهم لعبادته ، فيكون ذلك هو الوقت المختار ، وهذا كما في حديث : " الصّلاة بالليل والنّاس نيام "، و" أقربُ ما يكون الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ" ، وتعليل صوم شعبان بأنّه " شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه" ، وكذا ما يُذكر من مضاعفة أجر الذّكر في السّوق إلى ألف ألف حسنة ، وحديث " الذين يصلحون إذا فسد النّاس " و " لهم أجر خمسين .. منكم " ، وحديث " عبادة في الهرج كهجرة إليّ " ، ونحو ذلك ... وهذا معنى قول من قال أنّ ليلة القدر هي آخر ليلة في رمضان، فهذا القول ليس بعيدًا بل يقوّيه أيضًا :
2 ـ كون آخر الأشياء هو محلّ التّتويج ونيل الأجر على ما يتقدّم، وهو من المعاني الّتي جعل الله من أجلها " الأعمال بالخواتيم" ، فهذان يقوّيان أن تكون ليلة القدر = ليلة تسع وعشرين إذا كان الشهر ناقصًا وليلة ثلاثين إذا كان تامّا ، وصورة هذا القول تقتضي معنًى ثالثًا مقوّيا له أيضًا، وهو :
3 ـ كونه يوافق ما في الأحاديث من استعمال أسلوب التّقريب والتّردّد وعدم الجزم بتعيينها، فيُحتمل أن يكون ذلك من آثار ما بقي من ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للتّعيين قبل أن ينسّاه لأنّه يقتضي احتمالين ومن ثمّ نتيجةً فيها تردّد،
وأمّا الأحاديث الّتي في ظاهرها ما يخالف هذه النّتيجة من تعيينها في ليلة أخرى غير الأخيرة فالأقرب أنّها تقديرات من الصّحابة واجتهادات وإلّا فليس شيء ممّا هنالك إلّا ويداخله احتمال ذلك بقوّة ، وهو المعنى المناسب لما في المرفوعات الصّريحة من طريقة التّردّد أيضًا، ويقوّي هذا :
4 ـ من الصّريح ما عند ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث معاوية مرفوعًا : ( التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان )، وفي سنده بعض الضّعف وكذا في المتن مخالفة لما رُوي عن معاوية من وجه آخر، لكن قد يشهد له حديث أنس : ( أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة منه ) ، قال الحافظ : رواه ابن أبي عاصم بسند ضعيف. قلتُ : وكذا يشهد لمعنى حديث معاوية البحث المتقدّم كلّه، والله تعالى أعلم.
0 تعليقات