حين ينقضي ما كُتِبَ لك من أنفاس، وينفد ما قُدّر لك من عُمُر .

وستعلم يوما...
حين ينقضي ما كُتِبَ لك من أنفاس، وينفد ما قُدّر لك من عُمُر .
وتنفرد في لحدك، ويغلق عليك قبرك، ويولي عنك الناس مدبرين، ليكملوا حياتهم
في هدأة المقابر، هناك بعيدا عن صخب الحياة وتفاصيلها

ستدرك القيم الحقيقية لكل شئ

ستدرك قيمة أنفاسك التي انقضت هدرا،وأيامك التي تصرمت سدى...
ستكتشف كم المعارك الوهمية التي خضتها واستهلكت منك مالا تستحقه من أعصابك ووقتك .
عدد الأسماء التي لم تستحق منك يوما هذا العناء والتعب
ستعرف الترتيب الذي كان يجب أن تكون عليه أولوياتك
ستكتشف خطر الكلمة، والنظرة، والهمزة واللمزة.
وقيمة الركعة، والخطوة، والتبكيرة والتكبيرة والتسبيحة، والتهليلة،
الطموح، الأهداف، السعادة، الشقاء، النجاح... الخ مصطلحات كثيرة سيعاد تعريفها في قاموسك.
سيذهلك حجم السخف الذي كنت تمارسه وأنت تحسب أنك تحسن صنعا

هناك... في ذاك السكون

يدوي صوت الحق يملأ الأرواح بلا صوت، ليخرس كل اللغو الذي طالما حشوت به رأسك، وشقشق به لسانك
ستدرك حجم الغثاء الذي ملأت به حياتك، وقيمة الفراغ الذي كنت تتفنن في إحراقه وهدره.

هناك.. في ظلمة القبر، تشرق شمس الحقيقة لتبدد ظلام الوهم والغرور والهوى والإعراض، كم كنت منها تحيد!!

فهلا تستفيق؟
ندمة هنا وصدق توبة، تُحْدِثُ لك ما لن تحدثه صرخات ندمك هناك، وعض أناملك وأنين حسراتك وتقطع حنجرتك متوسلا (ربّ ارجعون)

مرَّ النبي ﷺ على قبر دُفِن حديثًا، فقال: ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم. صحيح الجامع (٣٥١٨)

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3518 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه ابن المبارك في ((الزهد))(31) واللفظ له، وابن أبي شيبة في
((المصنف)) (7715) باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (920)
مختصراً .

عندَما يَموتُ الإنسانُ يُدرِكُ قِيمةَ الأشياءِ على حقيقتِها، فيُدرِكُ أنَّ الأعمالَ الصالحةَ

التي تَزيدُ ثوابَه خيرٌ له من مَتاعِ الدُّنيا كُلِّه. وفي هذا الحديثِ يقولُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "رَكْعتانِ خَفيفتانِ"، يعني: قليلتانِ في القِراءَةِ والأذكارِ، "مما تَحقِرون"، أي: تَستَقِلون أجرَهما، "وتَنفِلون"، أي:
تُصَلونَهما تطوُّعًا للهِ، "يُزيدُهُما هذا في عَمَلِه" وكأنَّه يُشيرُ إلى قَبرٍ قد دُفِنَ حديثًا، والمرادُ به: الميت الذي في القَبرِ، "أحَبُّ إليه"، وهذا يَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ أجرَ الرَّكعتينِ أحَبُّ إلى الميِّتِ من الدُّنيا، ويَحتمِلُ أنَّ الضميرَ للهِ تَعالى، وأنَّه يُحِبُّ ما يأتيه العَبدُ من الطاعاتِ، وأنَّه أفضَلُ لديْهِ من إنفاقِ الدُّنيا "مِن بَقيَّةِ دُنياكم"، يعني: ممَّا بَقِيَ في عُمرِها؛ وذلك لأنَّ قِيمةَ الركعتينِ في الآخِرَةِ، خَيرٌ من التمتُّع بمُتَعِ الدُّنيا كلِّها، وأحبُّ إلى اللهِ من المعاصي.
وفي الحديثِ: حَضٌّ على أعمالِ التطوُّعِ، وخاصَّةً الصَّلاةَ.
وفيه: بيانُ قِيمةِ الطاعاتِ وإنْ قلَّتْ في الدُّنيا، وعِظَمِ أجرِها في الآخِرَة .
ستدرك القيم الحقيقية لكل شئ  ستدرك قيمة أنفاسك التي انقضت هدرا،وأيامك التي تصرمت سدى...  ستكتشف كم المعارك الوهمية التي خضتها واستهلكت منك مالا تستحقه من أعصابك ووقتك

إرسال تعليق

0 تعليقات