قوله تعالى : ( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) أي : ( فما تنفعهم شفاعة الشّافعين ) ( إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدا ) وهم = المؤمنون ـ فإنّها تنالهم الشّفاعة فينجون من جهنّم بما حقّقوه من أصل الإيمان كما في الأحاديث : " من قال لا إله إلّا الله دخل الجنّة " ، و " يقول الله تعالى : أخرجوا من النّار من كان في قلبه مثقال ذرّة من إيمان " ؛ ولذا يكون الإيمان الّذي أصله كلمة التّوحيد وما ينبثق عنها من أصل العمل الصّالح هي = العهد هنا ؛ وذا لمعنى التزام المؤمن بها ، وما يُقابل ذلك ممّا ألزم الله نفسه به من جزائه عليها بالجنّة أيضًا ، بخلاف الكافر ؛ قال تعالى : ( أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدا ) ، ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، ولهذا جاء في الحديث عن ابن مسعود عن النّبيّ ﷺ قال : " من قال : " اللّهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة , إنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدّنيا أنّي أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمّدا عبدك ورسولك , فإنّك إن تكلني إلى نفسي تُقربني من الشرّ وتباعدني من الخير وإنّي لا أثق إلاّ برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفَينيه يوم القيامة , إنّك لا تخلف الميعاد " إلاّ قال الله لملائكته يوم القيامة : إنّ عبدي عهد إليّ عهدا فأوفوه إيّاه , فيدخله الله الجنّة " ، أخرجه الإمام أحمد وغيره .
والمعنى أيضًا أنّ الشّفعاء هم أنفسهم لا يقدرون على الشّفاعة لأحد إلّا من كان منهم قد اتّخذ عند الرّحمن عهدا ؛ أي كان من أهل ذلك العهد وهو = الإيمان أيضًا ؛ وهذا كما في أحاديث شفاعة المؤمنين لبعضهم؛ وهو معنى قوله تعالى : ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) .
ولذا يكون هذا هو أيضًا معنى القول المرضيّ في قوله تعالى : ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) ، والأوّل هو معنى الحال المرضيّ في قوله تعالى : ( ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى ) .
وعليه : يكون الاستثناء في قوله : ( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ) على وجهين :
1/ الأوّل : استثناء من غير الجنس ؛ فهو منقطع ، و( إلّا ) بمعنى = لكن ؛ والمعنى حينئذ : أنّ الشّفاعة لا تنفع هؤلاء الكفّار المجرمين ، ولكن تنفع من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا وهم = المؤمنون .
2 / واستثناء من الجنس؛ فهو متّصل ، و( إلّا ) على بابها ، والمعنى حينئذ : لا يقدر على الشّفاعة من مجموع المتّقين الّذين يُحشرون إلى الجنّة والمجرمين الّذين يُساقون إلى النّار إلّا من يقدر على ذلك بإذن الله ممّن اتّخذ عنده تعالى عهدًا ـ وهم = المؤمنون .
وذا لأنّ المؤمنين هم = أهل الالتزام بشهادة التّوحيد كما قال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ، والله تعالى قد التزم مكافأتهم على ذلك بالجنّة ؛ فهم = أهل النّجاة من النّار بخلاف الكفّار الّذين قال : ( أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ) ، ثمّ قال : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) .
التّفسير الماتع الجامع لصنوف العلم النّافع .
والمعنى أيضًا أنّ الشّفعاء هم أنفسهم لا يقدرون على الشّفاعة لأحد إلّا من كان منهم قد اتّخذ عند الرّحمن عهدا ؛ أي كان من أهل ذلك العهد وهو = الإيمان أيضًا ؛ وهذا كما في أحاديث شفاعة المؤمنين لبعضهم؛ وهو معنى قوله تعالى : ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) .
ولذا يكون هذا هو أيضًا معنى القول المرضيّ في قوله تعالى : ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) ، والأوّل هو معنى الحال المرضيّ في قوله تعالى : ( ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى ) .
وعليه : يكون الاستثناء في قوله : ( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ) على وجهين :
1/ الأوّل : استثناء من غير الجنس ؛ فهو منقطع ، و( إلّا ) بمعنى = لكن ؛ والمعنى حينئذ : أنّ الشّفاعة لا تنفع هؤلاء الكفّار المجرمين ، ولكن تنفع من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا وهم = المؤمنون .
2 / واستثناء من الجنس؛ فهو متّصل ، و( إلّا ) على بابها ، والمعنى حينئذ : لا يقدر على الشّفاعة من مجموع المتّقين الّذين يُحشرون إلى الجنّة والمجرمين الّذين يُساقون إلى النّار إلّا من يقدر على ذلك بإذن الله ممّن اتّخذ عنده تعالى عهدًا ـ وهم = المؤمنون .
وذا لأنّ المؤمنين هم = أهل الالتزام بشهادة التّوحيد كما قال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ، والله تعالى قد التزم مكافأتهم على ذلك بالجنّة ؛ فهم = أهل النّجاة من النّار بخلاف الكفّار الّذين قال : ( أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ) ، ثمّ قال : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) .
التّفسير الماتع الجامع لصنوف العلم النّافع .
0 تعليقات